من المضاعفات الصحية الخطيرة التي يمكن أن تصاب بها المرأة خلال فترة الحمل هى تسمم الحمل وسكر الحمل وينتج عنها أثار سلبية سواء على الحامل أو على الجنين، فعند الإصابة بأعراض سكر الحمل وإهمالها تتطور لتسبب ارتفاع بضغط الدم وتسمم مما يشكل خطر كبير ويؤثر على تغذية الجنين ونموه بالشكل الطبيعي، ولكن يمكنك تجنب كل هذا بمعرفة كسفية التعامل مع السكري أثناء الحمل والسيطرة عليه في المستويات الطبيعية تجنبًا لأي مضاعفات صحية، لذلك سنوضح لكِ أهم المعلومات عن سكر الحمل ومضاعفاته وطرق مفيدة للتعايش معه والحد من تأثيراته السلبية في السطور التالية.
ما هو تسمم الحمل وسكر الحمل
هو عبارة عن حالة تنشأ من ارتفاع ضغط الدم وزيادة البروتين في البول وربما يحدث للمرأة الحامل بعد بلوغ الأسبوع العشرين من الحمل وأحيانًا يحدث بعد الولادة، ونسبة الإصابة به تصل إلى 8% من السيدات الحوامل، وحالة تسمم الحمل لها بعض التأثيرات السلبية على صحة الأم والجنين فوصوله إلى المشيمة يقلل من مقدار الدم المغذي لها مما يقلل من نمو الجنين بشكل طبيعي وتقل نسبة الأكسجين والغذاء التي تصل له عبر المشيمة.
أما سكر الحمل يظهر في أي مرحلة من مراحل الحمل ولكن تزداد فرص الإصابة ببلوغ الثلث الثاني أو الثالث ويمكن للطبيب تشخيصه عند بلوغ الأسبوع 24 من الحمل، ويحدث غالبًا نتيجة عدم القدرة على مقاومة الأنسولين وعدم قدرة الجسم على إفراز الكمية الكافية من الهرمون، ولكن يمكن السيطرة على سكري الحمل باتباع حمية غذائية صحية وممارسة بعض الأنشطة الرياضية البسيطة، وفي حالات نادرة يتطلب الأمر العلاج باستخدام بعض الأدوية البسيطة أو حقن الأنسولين وفقًا لتعليمات الطبيب المعالج حتى لا تصاب المرأة بتسمم حمل.
مضاعفات سكر الحمل على الأم
يسبب مرض السكر أثناء الحمل بعض المضاعفات الخطيرة إن لم يتم السيطرة على الحالة علاجها بشكل فوري، ويعتبر ارتفاع ضغط الدم والإصابة بتسمم الحمل من أخطر المضاعفات التي تشكل خطر كبير على الأم والجنين وتعرف حالة تسمم الحمل الناتجة عن السكري باسم مقدمات الارتعاج وهي مشكلة خطيرة تسبب أضرار كثيرة للأعضاء الداخلية في جسم المرأة فيمكن أن تؤدي لمشاكل بالكبد والكلى والإصابة بسكتة دماغية أثناء الولادة أ التعرض لولادة مبكرة.
مضاعفات سكر الحمل للجنين
يمتد التأثير السلبي لسكر الحمل إلى الجنين في حالة الإهمال وعدم اتباع تعليمات الطبيب المعالج والالتزام بالتغذية الصحية، وأهم المضاعفات التي تنتج عنه ما يلي:
هبوط سكر الدم
لا تتوقف أثر هبوط سكر الدم على الأم فقط بل تشمل الجنين أيضًا فإن لم تحصل المرأة على الرعاية الطبية المناسبة سوف يصاب الجنين بهبوط سكر الدم مما يؤثر عليه أثناء الولادة فربما يظل تحت الملاحظة للتأكد من سلامته الصحية.
تضخم الجنين
يمكن أن يحدث تضخم في حجم الجنين أثناء الحمل أو ما يسمى بالعملقة وينتج عنها مضاعفات صحية أثناء الولادة، وتعسر في خروج الجنين من عنق الرحم بشكل طبيعي فعند إصابته بهذه الحالة قد يصل وزنه إلى 4 كيلو جرام مما يصعب عملية الولادة الطبيعية كثيرًا.
اضطراب التنفس
تحدث أحيانًا مشاكل في التنفس لدى الجنين وتمتد غلأى ما بعد ولادته خصوصًا إن تمت الولادة مبكرًا حيث يصاب بمتلازمة الضائقة التنفسية مما يستدعي العلاج الفوري حتى لا تطور الحالة ويصاب الطفل بمضاعفات خطيرة.
الولادة المبكرة
يمكن أن يولد الطفل قبل اكتمال نموه الطبيعي أي قبل بلوغ 37 أسبوع من الحمل فأحيانًا يلجأ الطبيب إلى تحفيز عملية الولادة المبكرة تجنبًا لحدوث أي أضرار لصحة الأم أو جنينها، لذلك يجب مراعاة الالتزام بتعليمات الطبيب في حالة إصابتك بأي عرض من أعراض سكر الحمل.
إصابات ما بعد الولادة
يمكن أن يسبب سكر الحمل بعض المضاعفات للجنين بعد ولادته منها حدوث نقص شديد في بعض المعادن الهامة لنمو الجسم، والإصابة بالعديد من المشاكل منها السمنة ومرض السكري من الدرجة الثانية أو اليرقان، ربما يصل الأمر لولادة طفل ميتأو ووفاته بعد ولادته بمدة قصيرة.
أسباب سكر الحمل
في الحقيقة أنه لم يتم تحديد السبب الرئيسي للإصابة بسكر الحمل حتى الآن إلى أن هذه الحالة قد ترجع إلى حدوث بعض التغيرات الهرمونية خلال مراحل الحمل مثل ضعف الخلايا وعدم قدرتها على الاستجابة للأنسولين وعدم القدرة على تحمل الجلوكوز مما يؤدي لارتفاع السكر في الدم بشكل كبير.
ومن الجدير بالذكر أن البنكرياس يمتلك القدرة على إفراز هرمون الأنسولين بمعدل كبير يصل لثلاثة أضعاف لدى المرأة الحامل مقارنةً بالشخص الطبيعي، وهذا يساعد على مقاومة هرمون الحمل وتأثيره السلبي على سكر الدم، لكن فقدان البنكرياس فالسيطرة التأثيرات الهرمونية سيرتفع سكر الحمل وتصاب المرأة بالسكر او تحدث لها اضطرابات في معدل جلوكوز الدم.
أعراض سكر الحمل
غالبًا لا تظهر أعراض سكر الحمل بسهولة على المرأة ويفضل عمل فحص متكرر للتأكد من عدم الإصابة به خلال الحمل ولكن في الأشهر الأخيرة من الحمل قد تظهر بعض العلامات على الإصابة به منها ما يلي:
- الشعور بالعطش الشديد على مدار اليوم.
- الإعياء والشعوور بالإررهاق ووالغثيان المتكرر.
- الإصابة بالتهابات مهبلية متكررة.
- التهاب المثانة والجلد.
- الرغبة المتكررة في التبول.
- عدم وضوح الرؤية.
كيفية التعايش مع سكر الحمل
عند إصابتك بالسكري أثناء الحمل يفضل الالتزام ببعض المعايير الهامة للوقاية من تطور الحالة والحد من ظهور تسمم الحمل والحفاظ على الجنين ضد أي مخاطر، وأهم المعايير التي يجب الاهتمام بها كالتالي:
- ضرورة التأكد من مستويات الجلوكوز بالدم بعد مرر 6 إلى 12 أسبوع من مرحلة الولادة وأن النسبة أصبحت بمعدلاتها الطبيعية مرة أخرى.
- فحص حركات الجنين بالاعتماد على تصوير الموجات الفوق صوتية.
- مراقبة معدل نبض القلب للجنين خلال فترة الحمل والذي يزداد بحركة الجنين ليوضح مدى تشبع دم الطفل بالأكسجين.
- الاهتمام بتناول الأكل الصحي والعناصر الغذائية المفيدة وأخذ الأدوية الموصوفة من الطبيب في ميعادها.
- الحد من المجهود البدني الكبير.
- النوم لفترات كافية خلال اليوم.
- الابتعاد على العوامل الخارجية التي تؤثر على الحاالة المزاجية سلبيًا وتجنب مصادر التوتر والقلق.
- الاهتمام بفحص وزن المرأة الحامل بشكل دوري خلال الحمل فيجب ألا تتخطى الزيادة الطبيعية للوزن في الستة أشهر الأخيرة للحمل مقدار 11 كيلو جرام.
نصائح للوقاية من الإصابة بسكر الحمل
يمكنك تجنب العواقب الناتجة عن الإصابة بحالة تسمم الحمل وسكر الحمل باتباع بعض الإرشادات البسيطة كالتالي:
- ممارسة التمارين الرياضية البسيطة أثناء فترة الحمل بعد استشارة طبيبك الخاص.
- الحفاظ على وزن مثالي قبل الدخوول في مرحلة الحمل أو أثناء الحمل يساعد في التقليل من فرص الإصابة بسكر الحمل وما ينتج عنه من مضاعفات.
- اتباع نظام غذائي جيد يضم الخضروات الصحية والبروتينات والفواكه والعناصر الغذائية المفيدة للجسم.
- التأكد من أن مستويات السكر في معدلها الطبيعي طول فترة الحمل.
- يفضل المتابعة مع الطبيب بانتظام وفي حالة ظهور أعراض المرض يجب علاجه فورًا حتى لا يتطور إلى تسمم حمل مسببًا أخطار صحية كبيرة لكِ وللجنين.
إلى هنا انتهى مقالنا، وضحنا خلاله أسباب سكر الحمل وأهم مضاعفاته وهي الإصابة بالتسمم والذي ينتج عنه عواقب شديدة تصل إلى حد فقدان الجنين أثناء الولادة، لذلك يجب عليكِ الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج وأخذ الأدوية الموصوفة في ميعادها وبالجرعة المحددة تجنبًا للإصابة بأي مضاعفات صحية.